الأربعاء، 12 مايو 2010

الشيخ عبد البديع ناموس( الحلقة الأولى )


الشيخ عبد البديع ناموس
الشيخ عبد البديع ناموس( الحلقة الأولى )
ولدالشيخ رحمه الله تعالى ... بالقنان بلقاس دقهليه مصر فى 18/12/1935م
حفظ القرآن الكريم صغيرا , وعاش له , قضى عمره فى السعى فى قضاء حوائج الناس , إلى أن صعدت روحه إلى ربه
يوم الأربعاء 6/1/2010م
الحلقة الأولى : ( أبى يرحمك الله )
لا ننساك يا أبي .. يقتلنا فراقك .. عزاؤنا أنك تسري في أخلاقنا ومبادئنا التى علمتنا ..
أتذكرك حين تستيقظ مبكرا لصلاة الفجر ثم تجلس إلى ورد ذكرك ثم إلى القرآن الذى تعلقت به أكثر مما تعلقت بشئ فى هذه الدنيا ..
أوقن يا أبي أنه ما مر عليك يوم دون هذا الورد من الذكر والقرآن ... ثم يبدأ يومك الحافل بالناس الضعفاء والمنكسرين والبسطاء وأنت تدخل البسمة على وجوههم وقلوبهم ... ما جاءك أحدهم فى حاجة إلا وعاد ووجه يقطر بشرا ... وهذا ما فسر لى سر الحزن الذي عم القرية يوم وفاتك .. فهمت لماذا بكاك الأرامل والضعفاء ... كنت سندهم وعونهم بعد الله ...ما هذا السر الذى يسرى فيك فتحل المشكلات على يديك ... أتذكرك قبل وفاتك بأيام وقد خرجت مع فتاة فقيرة إلى المدينة تقضى لها حاجة .. ذهلت عندما رأيتك وصرخت يا أبي أنت مريض فتبسمت وقلت : هى فقيرة من يأتى لها بحقها غيري ؟! والله ما فهمت هذا المعنى إلا بعد وفاتك ...
رحمة الله عليك يا عاشق القرآن .. ولدت فقيرا يتيما فلم تلتحق بالمدرسة كأقرانك ,لكنك علمت نفسك بنفسك بالقراءة والاطلاع قرأت كل ما تقع عليه عينك من كتب وصحف ومجلات , وأمهات الكتب التى تركتها لنا خير شاهد , لذا لم يكن عجبا أن تكون أول مدرسة فى القرية أنت المتبرع بالأرض التى بنيت عليها , وأنت الذى تحملت عبء الجرى لإتمامها ... واستطعت بعبقرية وهبك الله إياها أن تتم حفظ القرآن وتجويده طفلا , وقد عدت إلى قريتك تعلمها وتحفظها القرآن , فحفظت بفضل الله على يديك هى والقرى المجاورة ... أحبك الناس جميعا كبيرهم وصغيرهم فقيرهم وغنيهم لأنهم رأوا فيك المعين والسند رأوا فيك الوالد والولد... نشأت و أنت الفقير اليتيم , وقد حباك مولاك بصوت البلابل فعرف الناس حلاوة الصلاة خلفك .. عرفتك البلاد بالشيخ عبد البديع ناموس وقد كنت أظن ذلك لأنك شيخ البلد ( وظيفة حكومية مسئول عن حفظ الأمن في القرية ) وعرفت أن الناس لقبوك بهذا اللقب لأنك شيخها الذى تصلى خلفك وتحفظ القرآن على يديك , وتستمع إلى خطب الجمعة منك ...
اليوم فقط يا أبتى فهمت لماذا كنت حريصا على أهلك .. يوم أن هدمت الوحدة الصحية وقررالمسئولون إخراجها إلى قرية مجاورة
جعلت من بيتنا وحدة صحية لأكثر من عشر سنوات إلى أن بنيت الوحدة من جديد , ولا عجب أن يسأل أحد المرضى الدكتور محمد فتحى أبو العنين ( طبيب الوحدة حينها ) وقد زاره مريضا بعد وفاة والدى الشيخ عبد البديع هل حضرت جنازة الشيخ فقال بتأثر بالغ : وكيف أنسى رجلا استضافنى فى بيته عشر سنوات ... أتذكر يوم قامت قريتا ( القنان ) بعمل خط مياه للشرب على نفقتها الخاصة , وقال المسئولون وقتها : لابد من عقاب الشباب الذى قام بحفر الطريق وإدخال المياه , فقلت : أنا الذى قمت بالعمل لتحمى شباب قريتك وتحملت غرامة مالية عشرة آلاف جنيه , تحملتها معك القرية عندما علمت بموقفك ... وإلى لقاء فى الحلقة الثانية